إبهاج المؤمنين بشرح منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين (الجزء الأول)
صلاة الكسوف
باب صلاة التطوع
وآكدها: صلاة الكسوف؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعلها وأمر بها.
وتصلى على صفة حديث عائشة اسم> رسم> أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جهر في صلاة الكسوف في قراءته، فصلى أربع ركعات في ركعتين، وأربع سجدات متن_ح>
رسم> متفق عليه حديث>
.
[باب: صلاة التطوع]
التطوع، أي: التنفل بالصلاة، وقد يدخل في التطوع التطوع بالنفقات، والتطوع بالجهاد، والتطوع بالأذكار، ولكن هذا الباب مخصوص بتطوعات الصلاة.
أولا: صلاة الكسوف رأس>
قوله: (وآكدها صلاة الكسوف... إلخ):
لما وقع الكسوف في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج فزعا يجر رداءه، وقال: رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![رواه البخاري رقم (1040) في الكسوف، ومسلم رقم (911) في الكسوف.](/site/books.png)
والمراد بالكسوف : هو انمحاق نور الشمس أو ضوء القمر في وقت مخصوص، ويسمى كسوفا أو خسوفا، وقيل: إن الخسوف للقمر، والكسوف للشمس، فإذا وجد فإنهم يبادرون إلى الصلاة، وقد فعلها النبي -صلى الله عليه وسلم- وأمر بها
![أخرجه البخاري رقم (1042) في الكسوف، ومسلم رقم (914) في الكسوف.](/site/books.png)
وفي صفتها عدة أحاديث أشهرها حديث عائشة اسم> رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![سبق تخريجه ص 180.](/site/books.png)
ولكن ورد أيضا في صحيح مسلم أنه: رسم> صلى في كل ركعة ثلاث ركوعات رسم>
![رواه مسلم رقم (901) في الكسوف.](/site/books.png)
وفي حديث آخر أيضا في صحيح مسلم: رسم> أنه صلى ركعتين، في كل ركعة أربع ركوعات رسم>
![رواه مسلم رقم (908، 909) في الكسوف.](/site/books.png)
وفي سنن أبي داود: رسم> أن في كل ركعة خمس ركوعات رسم>
![رواه أبو داود رقم (1182) في الصلاة، وقال المنذري: في إسناده أبو جعفر الرازي، وفيه مقال واختلف فيه قول ابن معين وابن المديني، واسمه عيسى بن عبد الله بن ماهان. ا. هـ مختصر المنذري (2 / 41).](/site/books.png)
ولكن بعض العلماء طعن في هذه الأحاديث ولم يصححها ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية. وبعضهم جعلها موقوفة، أي: الصواب أنها من فعل الصحابة لا من فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعضهم صححها، ومنهم شيخنا الشيخ ابن باز - رحمه الله- وحملها على التعدد لصحة أسانيدها، أي: أنه صلى مرة بركوعين، ومرة بثلاث ومرة بأربع، ولا منافاة بين ذلك، فإن الكسوف غالبا يحصل في السنة مرة أو مرتين؛ حيث أن هذه سنة الله، فلا يقال: إنه لا يقع إلا مرة واحدة في كل عشر سنين، فلا بد أنه تكرر الكسوف في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن لم ينقل.
مسألة>